أفتقدك...
كلمة واحدة تُعبّر عن فراغ هائل يُخلّفه الرحيل
المُفاجئ لمن يشاركوننا الحياة. ينبض القلب بأنّاتٍ مُنتظمة موجعة تُذكّرنا بصعوبة
العيش مع ذكريات مُتناثرة في بقايا الروح المكسورة بغيابهم.
تخدعنا لوعتنا، فنرى أطيافهم في كُل مكان نذهب
إليه، وتهمس لنا أصواتهم التي لا يسمعها سوانا. فتستعر في نفوسنا لهفة للقاء أخير
لن يأتي أبدًا.
نذرف دموعًا لا نعرف إن كانت تُسكّن آلامنا
أم تُذكّيها. دموع تُعبّر عن العجز الذي يعترينا حين نُدرك في حسرة أن جميع
معاركنا أمام الفقد والموت خاسرة.
يدفعنا الإيمان إلى أن نُلملم شتات أنفسنا وأن
نرتق شروخ أرواحنا التعيسة، مُتسلّحين بنسيانٍ لا يأتي إلا لِمامًا!
تمضي الأيام في البداية دون أن تجرؤ البهجة أن
تلوّنها. وتبدو الحياة ثقيلة على النفس، وكأنها عبءٌ لا يُمكننا احتماله. وبمرور
الوقت تتوقّف محاولاتنا اليائسة لملء الفراغ الذي تركوه في نفوسنا، بعد أن يُعلّمنا
الزمن كيف يُمكننا العيش بقلبٍ شِبْه حَيّ، وبِروحٍ نِصْف مكسورة!
أحمد فؤاد - 23 كانون الأول/ديسمبر 2021