random
أخبار ساخنة

بين علامتيّ تنصيص - خاطرة

 



  

رسالتها الأخيرة

    


يعتريني الذهول وأنا أنظر إلى الحرف الأخير من رسالتها. أُمعن النظر في كلمة "وداعاً"، تنوين يُرفرف مُودّعاً إياي مُبحرًا فيما تبقّى من بياض الصفحة الفارغة.

 

أتساءل؛ أحقًا انتهى كُل شيء؟

 

أختنق تحت وطأة الاستفهام المُرّ. وبعزم واهن أبحث في سُمّ رسالتها عن ترياق يمنحني بعضًا من قوة كي أستوعب رحيلها المُفاجئ. أرتاب في وضوح نُقطة الخِتام، لعلّها نَسيَتْ نُقطتين فتُصبح علامة حذف تخفي بها مشاعراً لم تذكرها. أتوهّم دموعها المُنسابة تحت كُل فاصلة منقوطة وتحت كُل علامات التعجّب؛ لفراقٍ غير مُتوقّع. تخاتلني كلمة "وداعًا" فأراها بعين الخيال "أعود"! تُرى أأخطَأَتْ في كتابتها، أم أن الحروف ترأف بحالي فتتمثّل لي بما ليس فيها!

 

أستسلم لقَدرٍ لم أتوقّعه. وأوئِدُ أمنية تاقت نفسي إليها. ظننت أن العُمر سيجمعنا بين قوسين من سعادة. لكنني أدركت الآن أنه قد حان وقت إغلاق القوس قبل الأوان، وأن قصة حُبَّنا -"حُبٌ أوّل"- ستظل قيد إقامة جبريّة بين علامتيّ تنصيص!



   
  

أحمد فؤاد - 3 حزيران يونيو 2021

google-playkhamsatmostaqltradent