random
أخبار ساخنة

مُراجعة رواية "الحلقة" - كوجي سوزوكي

 


   

المصائب كامنة في كل مكان في حياتنا، فقط هي تنتظر أصحاب الحظ السيء كي يطرقوا بابها. فهل ستكون واحدًا منهم؟

 

  

اقرأ الرواية

  

فكّر قليلًا... كم مرة اخترت طريقًا ثم عاتبت نفسك نادمًا على اتخاذه بعد أن قادك إلى سلسلة من الكوارث؟ مرّة واحد؟ مرّتان؟ ثلاث مرّات؟

 

ما دُمت تقرأ كلماتي الآن فكُن مُمتنّا أنك ما زلت على قيد الحياة، لأن كُل كوارثك لم تنته إلى أن تلقى حتفك!

تُرى هل يملك أساكاوا مثل حظّك؟ هل سينجو من لعنة طالته بسبب فضوله؟ هل سيبقى على قيد الحياة أم يتوقّف قلبه ليلحق ببقية ضحايا تلك اللعنة؟ إن كُنت ترغب في معرفة الإجابة فهي على بُعد 300 صفحة فقط.

  

أنصحك بقراءة الرواية، لكن انتبه. أنت الآن من سيتّخذ القرار!

 

 

الفيلم أفضل أم الرواية؟

   



  

لم أتوقّع أن أنجذب إلى هذه الرواية نظرًا لأنني شاهدت النسخة الأمريكية من الفيلم الشهير The Ring والمُقتبس من رواية "الحلقة". والحقيقة أنني من مُحبّي هذا الفيلم، وهو من المرات النادرة التي تنجح فيها السنيما الأمريكية في محاكاة فيلم ياباني أو ماليزي أو تايلاندي أو كوري -من أدب الرُعب- وينجح (ذكرت هذه البلاد لأن لهم طابعًا خاصًا في أدب الرُعب، يجعلهم أفضل من يُقدّم أفلامًا أو ألعاب فيديو في هذا المجال).

 

من الصعب على القارئ الذي شاهد الفيلم (من الصعب ألا يكون هُناك من لم يشاهده بعد النجاح الهائل له)، ألا يُقارِن الرواية بالفيلم، ولعلّ هذه النُقطة تحديدًا هي ما جعلتني في البداية أتجاهل الرواية، وأعترف أنني لم أكن لأقرأها (ظنًا بأنها لن تُقدّم جديدًا) لولا أن قرأت مراجعة للنسخة العربية للرواية على موقع Goodreads (للقارئة يُسرى)، والتي أفادت مشكورة بأن الرواية تختلف كثيرًا عن الفيلم. فاتخذت قراري وقفزت إلى بحر الكتاب مُباشرة.

 

الفيلم لم يقتبس الإطار الأساسي للرواية فحسب، بل وحافظ على أغلب الثيمات الأساسية فيها، حتى وإن غيّر في أسبابها وشخصياتها وحبكتهاـ لكنه أبقى عليها كما هي بالرواية بكل أمانة (شريط الفيديو – سبعة أيام – النُزُل - الأصدقاء الأربعة - الجزيرة – التليفزيون – البئر)، وأظن أن ذلك بناء على اتفاق بين شركة إنتاج الفيلم وبين الكاتب.

 

لكن كُل هذه مجرد أدوات بينما كانت القصة والحبكة والتبرير ومحتوى الشريط والتفسير للحبكة والقصة مُختلف تمامًا في الرواية عن الفيلم. والحقيقة أنني أحببت كلاهما. حبكة الرواية والتبرير الأخير مجنونة تمامًا... رائعة... لكن مجنونة. وأرى أن هكذا حبكة وتبرير لا يصلح لأن يُعرض على شاشات السنيما، لن يكون جيدًا، سيُقلل من روعته.

 

"ما هو أكثر رُعبًا؟ الفيلم أم الرواية؟"

 

الحقيقة أن هذا السؤال غير منطقي بالنسبة لي، فأنا أؤمن بأن أي رواية لن تثير رُعب قارئ ليس لديه مخزون بصري أو ليس لديه ذكريات مُخيفة عاشها في فترة سابقة. الرواية (أي رواية) فقط ستستثير تلك الذكريات. لهذا قد تبدو لبعض القُرّاء أي رواية من أدب الرُعب سخيفة، لأنهم لم يقرأوا أو يشاهدوا في هذا المجال أو أنهم لم يعايشوا في حياتهم لحظات مُخيفة.

 

أما الأفلام فالأمر بكُل تأكيد يختلف، لأن الرُعب في حقيقة الأمر ينشأ عن المؤثرات الصوتية والصوتية (سواء موسيقى أو أصوات مُساعدة مثل تنقيط مياة-صرير باب- عواء ذئب) بالإضافة إلى طريقة التصوير. هذه الأمور هي ما تستحث الخوف الغريزي الكامن في الإنسان.

 

لهذا فمن يبحث عن الرُعب ويرغب في تجربته... نصيحة... اتجه إلى الأفلام ثم الكُتب الصوتيّة ذات الأداء الصوتي التمثيلي مع المؤثرات البصرية (Graphic Audio Books) وأخيرًا إلى الكُتب.

 

رواية الحلقة ليست مُرعبة. لكنها ... مُثيرة غامضة مشوّقة. نعم تحتوي على بعض المشاهد التي تبعث التوتّر والاضطراب في النفس، لكن بدلًا من مُرعبة، يُمكنني أن أطلق على تلك المشاهد مُخيفة سوداوية بائسة.  

 

 

نوستالجيا

 

لا أنكر أن جُزءًا من استمتاعي بالرواية كان بسبب أجواء حقبة الثمانينيات والتسعينيات: جهاز تشغيل فيديو – شرائط الفيديو - كاميرا ذات فيلم للتحميض – تلفزيون قديم ذو هوائي (إيريال)- أقراص مرنة للكومبيوتر – عدم وجود انترنت أو هواتف محمولة.

 

ذلك العصر مُريح ذهنيًا عكس أيامنا الحالية المُربِكة. بالتأكيد هذا التأثير الإيجابي هو انحياز تأكيدي واضح 😁 سببه أن جُزءًا من روحي كان يسكن فيه ذات يوم!

     

 

هل تستحق القراءة؟

 

   

رواية "الحلقة" تندرج تحت أدب الإثارة والغموض والرعب، وهي تُقدّم حبكة مُمتازة – شخصيات حقيقية عادية (ليسوا أبطالًا) – معلومات طبيّة – حقائق جغرافية - نقاطًا فلسفية تستحق التأمّل، ونهاية مُختلفة مجنونة لكنها مُمتازة.

أنا فقط مُستاء من جزء مُحدّد في النهاية وهو معرفة البطل للحل بطريقة ساذجة (الفكرة جاءت وكأنها أتت من العدم، وكأن الكاتب اخترعها للخروج من المأزق الذي وقع فيه. لم ترق لي هذه الجُزئية على الإطلاق)

 

الرواية بالتأكيد تستحق القراءة، فهي جدًا مُمتعة ومُسلّية ومشوّقة لأقصى حدّ، وذلك على الرغم من الترجمة المتوسطة وطريقة السرد غير التقليدية.

 

تقييمي النهائي

4 نجوم

 



أحمد فؤاد
الثاني والعشرون من آب أغسطس 2021
google-playkhamsatmostaqltradent