خاطرة من وحي واقع
أمس...
أخبرتها أنني أحضرتُ لها هدية.
شَكَرتني دون أن تسألني عنها!
في
اليوم التالي...
تنشغل في أحداث يومها الجديدة.
أنتظر حتى تنتهي من انشغالها.
قبل غروب الشمس...
تحكي لي عن تفاصيل يومها كُلّه في نصف دقيقة!
أنتظر أن تُطالِب بهديتها،
لكنها تنسحب إلى غُرفتها في سكون؛
تاركةً لهفتي تبرد وسط صقيع الصمت!
في المساء...
مشغولة باهتماماتٍ مُختلفة،
تأتي وتذهب أمامي عشرات المرات.
أراقبها باهتمام...
أتوقّع أن تسألني عن هديتها... لكنها لا
تفعل.
تسألني عن ألف سؤالٍ لا أنتظره منها!
أبحث في عينيها عن أثرِ اهتمامٍ واهٍ... فلا
أجده.
أتأمّلها بِتَمَنّي...
أراها تنثر بهجتها بنشاطٍ في لا مُبالاة!
سعيدة بعشرات الأشياء التي لا تعنيني.
أنتبه إلى أنه كم من الجميل أن أراها سعيدة.
أُدرك أنانيتي... سذاجتي...
رغبتي العارمة في أن أكون -أنا فقط- صانع فرحتها
الوحيد.
تُباغتني الحقيقة... "هديتي لم تعد تناسبها!"
أتظاهر بأن ذلك لم يوجعني.
أرفض الاعتراف بأن مساحة وجودي في حياتها تتقلّص.
أتجرّع مرارة الواقع؛
وأتنازل مُرغمًا عن حلمي البسيط بِخَلْق سعادتها.
أتذكّر هديّتي...
أقرّر السكوت عنها خشية ردّ فعل مُفتعَل.
يخفت بريق ترقّبي الذي وُلِدَ يوم أمس.
وعلى ضوء عدم اكتراثها البادي أمامي،
أترك ألق هديتي يذبل داخلي في إذعان.
تنتبه لوجومي...
تسألني بعذوبة غافلة "ما بك؟"
أراوغها بابتسامة موجوعة؛
ثم أجيب في شرود
"كبرتِ يا ابنتي"
أحمد فؤاد - 29 حزيران يونيو 2021