random
أخبار ساخنة

مُراجعة المجموعة القصصية "وقصص أخرى" - سميرة عزّام

     


   

اللقاء الأول مع قلم الكاتبة الفلسطينية المُناضلة سميرة عزّام.



من الصعب ألا يتأثّر الإنسان بما يعرفه عن سميرة عزّام التي أُطلق عليها لقب أميرة القصة القصيرة العربية، والتي يعتبرها الكاتب الكبير غسّان كنفاني أستاذته، ويراها الأديب الفلسطيني يحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطيني الأسبق مؤسِسَة للقصة القصيرة الفلسطينية الحديثة.



لا أنكر أن هذه المعلومات غالبًا ما تأتي بنتيجة عكسية عند الإطلاع على النصوص الأدبية الخاصة بأصحابها، ذلك لأن القارئ يكون مُتوقّعًا لنصوص مُبهرة. والحقيقة أنه من المستحيل أن يجمع الناس جميعًا على الإعجاب التام بنصّ واحد. لكن يجب على القارئ أن يحرص على أن يضع النصوص الأدبية التي يقرأها في سياقها الزمني التي كُتِبَت فيه، وأن يكون حُكمه عليها مبنيّ على هذا الأساس. فالنصوص الأدبية تتطوّر مثلما يتطوّر كل شيء في الحياة، وبالتأكيد فإن أساليب السرد والبناء في بنية النصوص قد تغيّرت وتطوّرت كثيرًا.

   


مجموعة "وقصص أخرى" مكتوبة بلغة عذبة جميلة متينة، نجد فيها الصدق يطغى على المُحسّنات الأدبية المُضافة إلى النصوص بحساب دقيق. تناقش القصص مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية الهامة. مثل الاغتراب، السفر،قضايا المرأة،الحب والحرب.

    


من أروع القصص التي قرأتها كانت قصة "خُبز الفِداء"عن قصة مناضل فلسطيني وممرضة خلال أحداث كارثة حيفا عام 1948 والتي أجبر فيها الكيان الصهيوني أهل المدينة إلى الهروب منها إلى ساحل عكا. وفي عكّا؛ خلف المتاريس ووسط النيران الآتية من جبل الكرمل وفي لحظة عصيبة للغاية وموجعة يدرك فيها الرجل وهو يحمي آخر ما تبقى من الوطن، أن الحرب ليست عدوًا يُقتَل لشهوة، وإنما هي حق حياة للأرض التي يحب.

   

القصة المُدهشة الأخرى هي قصة "بنك الدم" وهي قصة رقيقة حدّ الوجع لفتاة ترغب في بيع دمها لشراء فستان.


قصة "المُسافر" قصة فعلًا بديعة، التقاط بارع للحدث وتأمّل عميق يلمس الروح، عن السفر والغربة والاغتراب.


قصة "أريد ماءً" من القصص النفسية المُميّزة، وهي تحكي عن الهواجس التي تسيطر على عقل فتاة وجدت نفسها امرأة على حين غرّة!


قصتا "صبيّ الكواء" و "طالعة نازلة" من القصص المؤثرة المكتوبة بأسلوب بسيط خفيف إلا أنها تحمل بين سطورها حقائق مؤلمة، خاصة أن بطليها أطفال.

 
قصة "في الطريق إلى برك سليمان" شعرتُ بوتدٍ ينغرس في قلبي الذي أحرقه البُكاء!


     
الكتاب وجبة أدبية ممتعة لمن يهوى أدب القصة القصيرة. قد لا يكون مستوى القصص عظيمًا إلا أن ذلك لا ينفي موهبة سميرة عزام الظاهرة للعيان ولغتها القوية.

   
لقاء أول يدفعني إلى قراءة بقية أعمالها.
   

تقييمي 3 نجوم
    


أحمد فؤاد
الثلاثون من أيّار مايو 2021
google-playkhamsatmostaqltradent