random
أخبار ساخنة

مُراجعة كتاب الهامسون بالكتب – إحياء القارئ الكامن داخل كل طفل

  

  
عندما رشح لي صديق قراءة هذا الكتاب، وبعد أن قرأت مراجعته عنه، تحمّست فورًا كون الكتاب سيساعدني في محاولاتي في تحفيز أطفالي على القراءة بشكل جذّا. ورغم أن الكاتبة مُعلّمة وأن الكتاب موجه بالأساس إلى المعلمين، إلا أنني أعتبر نفسي المُعلّم الأكبر لبناتي. وأنني المسؤول الأول على توضيح أهمية القراءة ومدى المتعة العائدة منها أيضًا.
  
  
لهذا فقد أعددت نفسي لتعلّم أساليب تعليمية أستطيع من خلالها تطوير آلياتي الشخصية لتشجيع بناتي على القراءة.
لكن الكتاب صدمني... وبشدّة، ووجدت نفسي -رغمًا عنّي- أعود إلى الطفل الذي كنته منذ سنوات طوال، وأتذكر أيام الدراسة، وقصور أغلب المعلمون والإداريون في المدارس في فهم وتعليم القراءة. كلما كنت أتقدّم في قراءتي لفصول الكتاب، كلما اعتراني مزيجًا من الألم والدهشة والحسرة والامتنان!
  
  
ألم من استخفاف المحيطين بنا بالقراءة، ودهشة من مراحل مُبهرة من اهتمام غربي بها، وحسرة على حال القراءة في مدارسنا، وامتنان إلى الله لأنه جعل حُبّ القراءة داخلي راسخًا رغم كل شيء.
  
أعرف بالطبع أن هناك من ساقه حظه في مرحلة أو اثنتين إلى مُدرّس أو مُدرّسة يهتم بالقراءة. وهناك من تميّز بوجود حصة مستقلة لزيارة المكتبة. إلى هؤلاء أقول... أنتم محظوظون، فالغالبية العُظمى لم تحظى بذلك.
  
  
ترتكز حصص القراءة في عالمنا العربي -باستثناء تلاوة القرآن- على قراءة النصوص الشعرية القديمة سواء من الشعر الجاهلي أو أشعار المدارس الشعرية الحديثة. هذا بالإضافة إلى مقتطفات مُختارة من مقالات نقدية أو تقريرية أو قصص قصيرة. ومع تقدّم الطالب في سنوات الدراسة يتم تدريس إحدى الروايات كقصة مستقلة.
  
في عالم التدريس العربي تختلط دومًا أهداف القراءة المدرسية، فهي تحاول أن تستفيد بأكبر كمّ ممكن من الفوائد من خلال أقل قدر ممكن من النصوص، دون الاهتمام بارتباط الطفل بما يقرأه، ودون رغبة صادقة في تحضير الطالب لأن يكون قارئًا. ينصب الاهتمام الأساسي على التنظير وعلى كيفية القراءة نفسها، متجاهلين أن الأهم هو خلق طالب يؤمن بأن القراءة أسلوب حياة، فتضيع الأهداف وتظل مبهمة متداخلة وموجزة بصورة مُخلّة.
   




   
في كتاب الهامسون بالكتب، فوجئت أن في الولايات المتحدة الأمريكية، يوجد اختبار سنوي على مستوى كل ولاية لتقييم مهارة القراءة لدى الطلاب، ليس فقط لتقييم قدرة الطالب على القراءة، بل يجب عليه إدراك أنواع الكتب واشكال الكتابة، فيجب أن يكون قد قرأ كتبًا متنوعة خلال العام الدراسي (كتب عن الشعر – كتب نقدية – كتب سيرة ذاتية – مسرحيات – كتب دينية) بالإضافة إلى فهم الألوان الأدبية المختلفة للروايات والإلمام بالمحتوى (خيال علمي / بوليسي / رعب/ اجتماعي / سياسي) هذا بالإضافة إلى إدراك معنى الصراع الأدبي في الكتابات الأدبية وكيفية معالجته بصور مختلفة.  مع التأكد من إجادته لكتابة مراجعة لأي كتاب قد قرأه.
  
  
هالني أن أعرف أن ذلك الاختبار يُجرى على طُلاّب الصف السادس الابتدائي! عندما قرأت هذه المعلومة، ظننت أن هناك خطأ مطبعي، إلا أنني اكتشفت في النهاية أنها كانت الحقيقة.  وأدركت أننا في العالم العربي على بُعد سنوات ضوئية من ذلك المستوى من الإعداد.
  
  
لكنني مع مزيد من التمعّن والتأمّل في فصول الكتاب وتجربة الكاتبة، فطنت إلى أن الصورة البرّاقة لهذا الاهتمام الغربي رغم روعته، إلا أنه أيضاً يشترك مع تعليمنا العربي في عقمه في تطبيق الأفكار.
  
  
المشكلة الأساسية تكمن في الاعتماد على المُعلّم كعنصر وحيد في المنظومة التعليمية، دون إدخال الطُلّاب كطرف ثانٍ بالمعادلة. ورغم الأهمية القصوى لدور المعلّم في عملية التعليم، إلا أنه لا يضمن نجاح تنفيذ الخطة التعليمية بشكل صحيح في جميع الفصول. ذلك لأن نجاح عملية التدريس سيعتمد بشكل كبير على إيمان المُدرّس بالأفكار التي يقوم بتدريسها، وعلى قدرته على صنع رابطة قوية مع طلابه تسمح له بنقل أفكاره بشكل سلس. وبهذا نفهم أن المُعلّم عنصر مُتغيّر في معادلة التعليم، لكن الجميع ينسى أن الطُلّاب يتم اعتبارهم كعنصر سلبي في المعادلة، مطلوب منهم أن يتلقوا الأفكار ويتم إرغامهم على القراءة أو تلقي المعلومات المختلفة دون النظر إلى قدراتهم المتفاوتة أو ذائقتهم المتعددة.
  
  
وهذا ما اكتشفته مؤلفة الكتاب الأمريكية دونالين ميلر، وهي بالمناسبة تعترف في مقدمة الكتاب بأنها ليست باحثة متخصصة في القراءة ولا خبيرة في سياساتها، ولا تحمل درجة الدكتوراة، وإنما معلمة قراءة فقط، لكن مصدر مصداقيتها هو أنها تحث طلابها على القراءة كثيرًا، وبأن يستمروا في حب القراءة حتى بعد تركهم فصلها.
   
   
الغريب أن طريقة دونالين التي لم تكن تسير حسب المقررات التعليمية، وكانت تُتنقَد من زملائها أو من الطلاب أنفسهم في بدايات العام الدراسي. لكن نجاحها كان مُبهرًا... مُبهر إلى حد أنه لم يفشل أي من طلابها على الإطلاق في تقييم الولاية على مدار أربعة أعوام، ويحصل حوالي 85% من طلابها على درجات تتجاوز التسعين بالمئة من هذا التقييم! المُثير أن طلابها لم يكونوا من الطلاب النشطين أو الممتازين في القراءة فقط، وإنما درّست جميع الخلفيات الاقتصادية والعلمية، بدءًا من أبناء المهاجرين غير المتحدثين بالإنجليزية الذين يعانون من صعوبات مع اللغة وصولًا إلى أبناء الأساتذة. لكنها تقول أن الظروف التي تُهيّئها في فصلها هي التي تصنع هذا النجاح مع هؤلاء الطلاب كافة.
      
  


   
تحكي دونالين ميلر مؤلفة الكتاب، عن تجارب المعلمين من حولها لإعداد الطُلّاب، وكيف أن المُدرسين يصبون كل جهدهم في محاولة إنهاء الفصل الدراسي طبقًا للائحة المفترض تدريسها، مُراعين أن يكون هدفهم التأكد من حفظ الطالب لما تم تدريسه، وليس استيعابهم له.
  
  
تؤمن أيضًا بأن الهدف النهائي لعملية التدريس ليس قياس عدد صغير من المعايير المفروض دراستها، وإنما أن يصبح الطلاب قُرّاء مدى الحياة.
  
كما تؤمن بأن ما من نص واحد يستطيع تلبية احتياجات جميع القراء، وذلك في معارضتها ورفضها أسلوب قراءة الفصل كله لرواية واحدة. وأظن أن هذه الطريقة قد مرّت علينا جميعًا.
    
    

أذكر أنني أحببت القراءة في الصف الخامس الإبتدائي عندما كانت قصة "عقلة الإصبع في مدينة الشمع" مُقررة علينا في مقرر اللغة العربية، رغم أن بعض زملائي لم يحبونها. (القصة حازت على جائزة الدولة التقديرية في أدب الأطفال). ثم استمتعت لاحقًا بقصة وإسلاماه التي تحكي عن عصر المماليك وصراعهم، وتمكن قطز من إلحاق الهزيمة بجيش المغول عند عين جالوت. ثم المرحلة الثانوية درست في مقرر اللغة الإنجليزية قصة Operation Mastermind وهي من قصص الجاسوسية والمغامرات. وقد كُنت محظوظًا بقراءتي لتلك القصص في دراستي، لأن -وبشكل غريب- تم إلغاء تلك القصص لاحقًا من المراحل التعليمية واستبدالها جميعًا بكتب تقريرية نقدية!




   
لم أفهم لم لا يتم تخصيص حصة للقراءة من أجل القراءة فقط، وترك مجال الاختيار إلى الطالب كي ينتقي ما يناسب ذائقته مما يخلق بينه وبين الكتاب رابطة قوية تمتد لبعد سنين الدراسة.
   
   
أعجبتني تجربة دونالين ميلر بأنها كانت تأتي بكتبها الشخصية إلى الفصل، وتمنح حرية الاختيار لطلاب فصلها لاختيار ما يناسبهم. في البداية واجهت الكثير من الطلاب الكارهين للقراءة، وكاد أن يغشى على بعض منهم عندما علموا بأن هدف معلمتهم قراءة 40 كتابًا خلال العام! لكن وبجهد يستحق التبجيل نجحت دونالين في أن يقرأ أغلب القراء هذا العدد من الكتب، ولم يشذّ عن ذلك سوى نسبة قليلة جداً أقلهم قرأ 26 كتابًا (شخص واحد فقط)، مع العلم بأنها ليست كتبًا مفروضة من الولاية. يجب أيضًا أن نعرف أن تلك الكتب لم تكن روايات فقط، بل كانت متنوعة تشمل جميع الأنواع الكتابية، من نقد وشعر وأدب وديني وسير ذاتية وتاريخية وجغرافية. أي تُمثّل وعيًا شاملًا لطالب في الصف السادس، وتفتح آفاقًا لمستقبل مُشرق لهؤلاء الطُلاب.
  
  
دونالين تؤمن بأن حرية القراءة هي الضمان الوحيد لتحقيق غاية العملية التعليمية بخلق قارئ صغير يستوعب الصراعات الأدبية ويفهم الأفكار النقدية، ويتمكن من تذوق الشعر ويبحر في القراءات الدينية، ويتفهم السير الذاتية. لم تكن تؤمن بالتنظير كثيرًا مثلما يعتمد عليه أغلب المدرسين، والتي كانت طريقتهم تخلق جيلًا كارهًا للقراءة.
  
  
هل تساءلت يومًا كيف تُحفّز شخصًا رافضًا للقراءة؟ تُقدّم لك دونالين نصيحة عملية بسيطة في هذا الشأن، فقد توصلت هي إلى كيفية تشجيع الطلاب على الاستجابة للقراءة دون تجريدها من جوانب المرح التي تنطوي عليها.
دعنا نقرأ اقتباسات من كتابها:
  
  
  
أعلّمهم أن القراءة تُغيّر حياتك، القراءة تفتح لك أبواب عوالم مجهولة أو منسية، تأخذ المسافرين من خلالها في رحلات حول العالم وعبر الزمن. القراءة تساعدك الهروب من قيود المدرسة والسعي وراء تعليمك الشخصي. ومن خلال الشخصيات – التقيّة أو الآثمة، الحقيقية أو المُتخيَّلة – توضح لك القراءة كيف تصبح شخصًا أفضل. أنا أتمسّك بُحبّي للكتب وأُظهِر للطلاب ما يعنيه حقًا أن يحيا المرء على القراءة.
  
  
في هذه الأيام الأولى من العام الدراسي، لا أعظ طلابي مطلقًا بشأن حاجتهم للقراءة، ولا أتحدث معهم مطلقًا عن أن كثيرين منهم لا يحبون القراءة، أو يواجهون صعوبات مع مهارات القراءة، أو لا يرون أن القراءة ذات معزى لهم على المستوى الشخصي؛ فلو أنني أقررت بأهمية هذه الأعذار، لسمحت لها بأن تصبح أسبابًا لعدم القراءة من جانب الطلاب.
   
   
  
يُحب الأطفال القصص، التي تفتح لهم أبوبًا يفرون عبرها إلى عوالم مجهولة ويعيشون فيها حيوات الشخصيات التي يقرؤنها بصورة غير مباشرة، وارتباط الأطفال بقصص ألعاب الفيديو والمسلسلات التليفزيونية يؤكد ذلك.ما يفتقر إليه الطلاب هو الخبرات التي توضح لهم أن الكتب لها السحر ذاته التي تتسم به ألعاب الفيديو والمسلسلات التليفزيونية.
     
  
بغض النظر عن مدى انشغالك من وجهة نظرك، يجب أن تجد الوقت للقراءة، أو تستسلم للجهل الذي اخترته بنفسك.
  
  
ما من نشاط تعليمي آخر له أكثر إيجابية على فهم الطلاب ومعرفتهم بالمفردات والهجاء والقدرة على الكتابة والتحصيل الأكاديمي العام من القراءة الحرة الطوعية.
     
    

وإذا تساءلنا عن آثار القراءة المكثفة، فسنجد أن تحسّن الكتابة، وثراء المفردات، وزيادة المعرفة العامة في الدراسات الاجتماعية والعلوم، هي نتائج طبيعية لقراءات طُلابي المكثفة.
  

  

يجب ألا نخلط بين آليات التقييم وآليات التحفيز؛ فالقراءة بهدف الأداء لا تحفز الطلاب على تحقيق أي شيء يتجاوز حدود رغبتهم في الحصول على درجة جيدة في الاختبار، بل يمكن أن تقلل في الواقع من استمتاعهم بالقراءة وحماسهم لها خارج المدرسة. ففي النهاية؛ كم قارئًا بالغًا سيؤثر القراءة إذا كان ملزمًا بإجراء اختبار مكوّن من أسئلة اختيار من متعدد لكل كتاب انتهوا من قراءته؟
   
   

لكن ما مدى وضوح رسالة "القراءة شيء أساسي" التي نرسلها لصغارنا اليوم؟ هل يتعامل الطلاب مع القراءة في فصول مدارسنا الحكومية على أنها وسيلة للتفكير في العالم؟ أتمنى ذلك لكنني كذلك متشككة فيما يتعلق بهذا الشأن. لقد اختُزِل نقاشنا القومي حول القراءة إلى نقطة حوار، إلى درجة قياس. كيف لنا أن نجعل طلابنا يفتحون كتبًا ويبدؤون في القراءة، بينما يتمحور التركيز على الأداء في الاختبارات؟
  
  
  

لا بد أن نؤمن بأن القراءة شيء أساسي لنا ولطلابنا ولجميع الطلاب؛ لكي تساعد في تعزيز الأفكار التي ستدفعنا جميعًا إلى التقدّم. لا بد أن تأتي القراءة على رأس جدول أعمالنا بوصفنا معلمين وإداريين في المدارس الحكومية، ليس في إطار تعريفها الضيق وإنما على نحو يساعد الطلاب على اكتشاف إحساسهم الخاص نحو الهدف.
   
  

وسواء كان هؤلاء القُرّاء الصغار من مدن كبيرة أو مجتمعات ريفية تبعد آلاف الأميال، يمكننا مساعدتهم في تصوّر احتمالات أخرى من خلال كلمات الروائيين ومؤلفي الكتب.
   
   

كتاب الهامسون بالكتب – إحياء القارئ الكامن داخل كل طفل للكاتبة دونالين ميلر من الكتب الرائعة، والتي تجبرك عل إعادة التفكير في أهمية القراءة وعلى استرجاع ذكرياتك الجيدة أو السيئة مع القراءة في الفترة المدرسية. تجعلك تتمنى أن تكون طالبًا في أحد فصولها، فمن أفضل من مُعلم يعشق الكتب مثلها كي يكون مُعلّمًا للقراءة!
   
   
   

وأخيرًا...أنصح بشدة بقراءة الكتاب. 
   
  
تقييمي للكتاب 5 من 5
    


ملحوظة: الكتاب مُتوفّر بشكل مجاني على موقع مؤسسة هنداوي على الرابط التالي:


رابط الكتاب 

أحمد فؤاد
24 كانون الأول – ديسمبر 2019



Book vector created by freepik - www.freepik.com
Photo by Lina Kivaka from Pexels
author-img
أحمد فؤاد

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • nermeen abdelaziz photo
    nermeen abdelaziz25/12/19 11:10 م

    شكرا لمقالمك الجميل احلى ذكرياتي ... تذكرت حصص العربي و القراءة و المكتبة ... تذكرت عناد الاطفال حين يقر الكبار باهمية شئ ما فاننا كاطفال نهملها من اجل اثبات حرية لانفسنا... ربما لو تم ضغط عليا ما كنت قرأت عنادا ... و مع الاخذ بالاعتبار شخصية الاطفال و نظامهم التمثيلي فكيف للطفل ذو النظام الحركي لتتحكم فيه ليهدا و يقرأ ... تذكرت اختياراتي الحرة في القراءة ... تذكرت الحرية التي انعم بها حينما اختار ما اقرا و السعادة التي اشعرها حين اقرا و استمتاعي بشخصيات ما اقرا ... تذكرت سعادتي بزيارة معرض الكتاب و عودتي سعيدة محملة بالكتب ...

    حذف التعليق
    • Ahmad Fouad photo
      Ahmad Fouad28/1/20 10:37 ص

      شُكرًا نيرمين على ردكِ الجميل 🌹

      مشكلة الكبار - ونحن منهم الآن - أننا نود أن نجبرهم على القراءة أو الشيء النافع منها، دون أن يقوموا بالتجربة بأنفسهم وباختيارات قد نراها غير ذي جدوى، متجاهلين حقهم في الاختيار وفي خوض التجربة مثلما كنا نفعل و نشعر سابقًا.

      الإنسان بشكل عام يحاول منذ قديم الأزل أن يوفّر الحكمة للجيل الذي يليه من أجل تجنب أخطاء سابقة والبدء بشكل مثالي، لكن الإنسان يأبى على مر العصور إلا أن يقوم بالتجربة بنفسه حتى ولو كان فيها أذيته.

      حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent