random
أخبار ساخنة

مُراجعة كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" - عبد الرحمن الكواكبي


  

كتاب يصلح لمن يبحث عن مُقتطفات عموميّة مُجتزأة من سياقها التاريخي والسياسي والاجتماعي؛ من أجل تهييج الجماهير!

 

  

قبل أن تقرأ الكتاب

  

لا شكّ أن كتاب "طبائع الاستبداد ومصارف الاستعباد" من الكُتب التي تدفع الإنسان إلى التفكّر في أمور الاستبداد والظلم والطغيان. وفي حقيقة الأمر فمثل هذه الأمور لن ينتهي الكُتّاب عن الكتابة عنها، ولن يعزف القُرّاء عن قراءتها ما دام هناك إنسان يحيا على وجه الأرض. ذلك أن الضيم والتعسّف والغُبن؛ أمور قابعة في النفس الأمّارة بالسوء، تلك النفس التي قبلت أمانة الاختيار. سيبقى الإنسان في صراعه الدائم مع الشرّ، يُقاوم نفسه تارة، ويصارع وساوس الشيطان تارة أخرى.

ولهذا فإن الشرّ له أساليبه من طُغيان واستبداد واضطهاد وإيذاء؛ وهي مُتغيّرة باستمرار، ومُتبدّلة بتطوّر الإنسان الحضاري، ومهما ارتقى الإنسان سيظل جانبه السيء له بالمرصاد في رحلة لن تنتهي إلا بيوم الحساب.

 

عبد الرحمن الكواكبي، رجل له تجربة حقيقية في مواجهة الاستبداد، وذلك بعد أن تعرّض -في وطنه حلب- للظلم والاضطهاد على يد السُلطة العُثمانية (تحت سيطرة جمعية الاتحاد والترقّي)، سواء بإغلاق الصحف التي كان ينشر فيها مقالاته النقدية اللاذعة ضد الحكم العثماني أو بتوجيه قضايا مُلفّقة في محاولة لحبسه، مما اضطره في النهاية إلى الفرار لمصر. وفي مصر وجد عبد الرحمن الكواكبي حرية التعبير حيث نشر في الصحف المحليّة مقالات مُتفرقة عن الاستبداد (بعض فصول هذا الكتاب)، مما دعاه إلى شُكر والي مصر حينها -في مُقدّمة كتابه- الخديوي العثماني عباس حلمي الثاني (آخر خديوي لمصر والسودان)، والذي كان يتمتّع بشعبية كبيرة بين المصريين لعدائه مع الإنجليز والتي أفضت إلى خلعه من حُكم مصر أثناء وجوده خارج البلاد عام 1914.

 

لكن يجب علينا الانتباه أثناء قراءة ما كتبه الكواكبي في كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" بأن نضع كتاباته في سياقها التاريخي والاجتماعي. فعلى الرغم من التعريفات التي ذكرها الكاتب لشرح الاستبداد والعروج على أسبابه ومساوئه؛ والتي جاءت مُفيدة مُبينة جديرة بالتأمّل، إلا أنها وقعت في فخّ التعميم، فالكاتب لم يُخصّص نموذجًا بحد ذاته -بلدًا كان أو حاكم- لإلقاء الضوء عليه، أو الخوض في تفاصيل تجربة مُحدّدَة وقعت فيه/معه.

جاء طرحه وبيانه وأحكامه للمسألة بشكلٍ مُعمّمَ؛ وعليه يلزم على القارئ والباحث أن يُراعي التغيّرات الهائلة التي جرت على أنظمة الحُكم في العصر الحديث، والتي يبدو معها محتوى الكتاب مُتناقضًا في كثير من المواضع مع بعضه البعض.

 

إن عدم وضع محتوى هذا الكتاب في سياقه، يجعله قابلًا للتدليل -من قِبَل المُستَبِد قَبل الباحث عن الحُريّة- على أفعال بعينها -حسب المفاهيم القديمة- أنها محض استبداد واستعباد. وهُنا تحديدًا تقع كارثة التعميم.

 

الكتاب يوضح معنى الاستبداد والأسباب المؤدية إليه بشكل ممتاز لكنه بدائي مُبسّط، لكن أغلب أفكاره لم تعد صالحة في زماننا هذا (ولا من قبل خمسين عامًا) – ذلك لأن سياق الكتاب الزمني عام 1902 موجّه للشعوب العربية تلك الفترة والتي كانت تعيش في جهل علمي أو قهر استبدادي مُتعمّد وتهميش لأهالي البلاد لحُكم بلادهم أو محاولة النهوض بها، ورضوخهم إلى الاستسلام تحت وطأة استبداد الحُكّام الغربيين أو العُثمانيين.

 لهذا فمن اللازم توضيح أن المصطلحات والأحكام التي أطلقها الكاتب غير نهائية، ولا يُمكن اعتبارها بُرهانًا على فساد الأوضاع الحالية في البلاد المُختلفة، ذلك لأن دلالاتها لم تعد صالحة للعصر الحالي، بل وصارت مُجرد غطاءً يستخدمه البعض ممن يرغبون في حشو مفاهيمهم داخل هذه الأحكام البرّاقة للتأثير على الجماهير.

 

يتحتّم علينا تحليلها وإعادة صياغتها بناء على التجارب التي مرّت خلال الفترة الزمنية التي تفصلنا عن الكتاب، فعلى سبيل المثال، ومع التغيرات الهائلة في علم السياسة من دخول الاشتراكية والماركسية والشيوعية والعلمانية والرأسمالية. وبعد الحروب العالمية المُختلفة أدركت الشعوب أن حدود البلاد أمر لازم لضمان سيادة الدول، وصار الجيش هو القوة العُظمى الحامية للبلاد من العدوان الخارجي. ولم يعد الحاكم الأجنبي هو المًسيطر داخل البلاد، ولم تعد القوات الخارجية (جماعات وظيفية) هي القائمة على الدفاع الوطني، بل تغيّر ذلك كله مع نهاية عصر الاستعمار (الاستخراب) بعد أن اضطرت الدول الإمبريالية العُظمى إلى الانسحاب من أغلب الدول المُحتلة من مُستعمراتها (مثل فرنسا وبريطانيا) تحت ضغط الفكر القومي الذي شاع حينها.

 

لكن الاستبداد لم ينته بكل تأكيد، ذلك لأن تلك الدول لم تنسحب إلا بعد أن تأكدت من وضع عملاء لها ممن باعوا ضمائرهم في الحُكم أو في الأماكن المؤثرة في تلك الدول، أما الدول التي لم يفلحوا بزرع عُملاء فيها أو لم يكونوا ذوي تأثير، قاموا بالضغط على تلك الدول بقوة المنافع التجارية والاقتصادية.

   

   

إشكالية الإعجاب بالنموذج الفرنسي

 



   

المقارنة مع الدولة المُتقدمة مهم للغاية، وقد صرّح الكاتب بإعجابه بتجربة فرنسا لنيل حرية الشعب من خلال ثورتها الشهيرة التي نادت بإرساء مبادئ العدالة والقضاء على الاستبداد. كما أن الكاتب أيضًا أشار إلى إعجابه ببعض المفاهيم الاشتراكية والعلمانية البسيطة، وأرى أنه من الطبيعي أن يُعجب عبد الرحمن الكواكبي في عام 1902 بكثير من مبادئ الشيوعية والعلمانية (عدم استخدام الدين ذريعة للتدخل في شؤون الدولة وقمع الحريات باسم الدين)، أقول من الطبيعي لأن هذه النظريات كانت تحمل -آنذاك- الأمل في تغيير حقبة استعمارية إقطاعية بغيضة، وفي رغبتها الحقيقية في الإصلاح والمساواة بين البشر، ولكن ومع مرور الأعوام فشلت الكثير من تلك النظريات ورأينا مساوئها، بينما يستمر بعضها لكن بعد أن طوّر العُلماء من أفكارها وهذا أمر طبيعي وصحّي.

 

تعجّبت من إعجاب الكواكبي بالتجربة الفرنسية والإشادة بتجربتهم ودفع الشعوب العربية للسير على نهجها. ولا أعرف لماذا لم يشر الكواكبي أنه وعلى الرغم من أن فرنسا التي نادت بالعدل والحُريّة والمساواة، كانت في نفس الوقت تحتلّ الجزائر، وترتكب فيها أبشع الجرائم الإنسانية فيها، فتُطارد وتقتل كُل من يُطالب بحرية بلاده فيها! هذا الاحتلال التي استمرت أكثر من 130 عام. (وحتى اليوم لا تزال فرنسا ترفض الاعتذار عن بشاعة ما قامت به في الجزائر رغم إقرار الرئيس الحالي ماكرون بعمليات التعذيب والإبادة التي أجرتها قوات الاحتلال الفرنسية أثناء حرب الجزائر)

 

قد يكون خفيّ على الكواكبي لعدم انتشار المعلومات حينها، أو لبُعده عن المغرب العربي، أن حقيقة ما قامت به الدول الاستعمارية التي قضت على الاستبداد على أرضها، هي في واقع الأمر قد لفظت المُستبدين من أرضها كي يرتعوا بفسادهم واستبدادهم في بلاد أخرى بعيدة؛ على شعوب مقهورة بقوة غاشمة لا قِبَل لهم بمواجهتها. وهكذا يتضح أن الإخاء والمساواة هي مجرد شعارات عُنصرية بغيضة على فئة من الناس يستفيد بها الرجل الأبيض، وتُبرر له نبذ الآخر وتبرير إفنائه. أي أنها ليست دعوة تخدم البشرية كما تصوّر عبد الحمن الكواكبي؛ الذي يؤمن بالمساواة والعدل للإنسانية جمعاء.

 

وأزعم أن لو كان الكواكبي قد قام برحلته التي كان قد عزم عليها بزيارة دول المغرب العربي لكان عدّل كثيرًا من آرائه وقلّل من إعجابه بتجربة فرنسا وبريطانيا بنشر العدل والمساواة داخل حدودهما فقط.

 

لكن دعونا نقول إنه يرغب في استقراء التجربة ذاتها حتى وإن كانت داخلية... ومع قليل من التمعّن نجد أن تلك الدول قد قامت بتقويض كل الوسائل التي تؤدي إلى استبداد السُلطة. لكن يجب الانتباه إلى أن تلك الدول لم تنجح فقط لقوة عزيمتها أو لصمود مؤيديها أو لإصرار المسؤولين. وإنما دعم ذلك أن تلك الدول كانت دولًا قوية بالأساس سواء علميًا أو عسكريًا ولديها استقرار اجتماعي نسبي، وهكذا وعندما أطاحت بالسًلطات الحاكمة المُستبدة سواء دينية أو غيرها، فلم يكن لديها أذنابًا أو جواسيس يعملون لتخريب كل محاولاتها لطرد الاستبداد. (بغض النظر عن الشكوك القوية التي تشير إلى دور بريطانيا الرئيس والخفي في تأجيج الثورة الفرنسية ودعم الثوار لإنجاحها لأغراضها الخاصة)

 

ذلك على عكس أغلب المحاولات العربية إن لم يكن جميعها. والتي جاءت مُتأخرة حيث أتت جميعها في وقت كانت الدول العربية تحت الاستعمار الأجنبي، وكُلما حاولت الشعوب العربية النهوض، زرعت لهم الدول المعادية عراقيل لضمان وأد محاولاتهم. تارة بزرع الجواسيس وتارة ببث الفتنة بين القادة، وتارة بضمان وضع حُكّام يُنفذون رغباتهم فيفسدوا التعليم ويُسلّموا خيرات البلاد لأعدائها. وإن حاول حاكم النهوض بشعبه حاربوه بالحصار الاقتصادي أو تأليب الدول المجاورة عليه، وإن لم يفلح ذلك، أجّجوا الثورات داخل بلده لإزاحته. كل هذه الأمور ليست من قُبيل نظريات المؤامرة.. هذا هو تاريخ واقعنا العربي المؤسف.

 

 

أحكام ضعيفة، واستدلالات خاطئة

    



   

الأحكام المُطلَقة الغارقة في التعميم مريحة للنفس لكنها صعبة التنفيذ على أرض الواقع، وهكذا نرى أغلب ما جاء به الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" – أفكار فطرية بديهية تصلح كعناوين عامة، لكن مع التأمّل فيها ندرك التعقيد الشديد الذي يتطلبه الأمر من أجل فحص واختبار تلك المفاهيم على واقعنا المعاصر أو على التجارب المُختلفة الموجودة في التاريخ. خاصة وأن كل جماعة سواء من الثوار أو من الحُكّام تدّعي نزاهتها، فتستخدم المفاهيم العامة أو حتى آيات القُرآن بتأويلات تناسب مآربها. وهذا هو ما يجب على القارئ أن يفطن إليه ويحذر منه.

 

عدل الله!

 



وإذا سأل سائل لماذا يُبتلي الله عباده بالمُستبدين؟ فأبلغ جواب مُسكِت هو: إن الله عادل مُطلق لا يظلم أحدًا، فلا يولي المُستبِد إلا على المًستبدين.

عبد الرحمن الكواكبي

      



فالمُستبدين يتولاهم المُستبدين والأحرار يتولاهم الأحرار، وهذا صريح معنى: (كما تكونوا يولّ عليكم)

عبد الرحمن الكواكبي

   

بالطبع أعترض وبكل قوة على هذا القول، لأنه فكر بعيد عن الصواب. ولا أدري كيف اهتدى الكاتب (وبعض كُتّاب تاريخنا المًعاصِر) إلى ذلك.

 

المأخذ الأول: إن كان الكاتب يستشهد بروعة وجمال التجربة الفرنسية أو التجارب الأوروبية، الذين انتزعوا حريتهم بأيديهم وهم هكذا يستحقون الحرية لأنهم اجتثوا الاستبداد، للتدليل على عدل الله، فكيف يُفسّر عدل الله -حسب تعريفه- بأن نفس هؤلاء القوم هو من يستبدّون ويبطشون بشعوب القارة الأفريقية التي سرقوها وعذبوا أهلها واستعبدوهم؟ أهذا عدل الله؟ أيرسل الله القوي الغاشم ليبطش بالضعيف؟ أم أن قوانين الله لا تُطبّق -حاشا لله- إلا على المُسلمين فقط؟

 

المأخذ الثاني: كيف يكون العدل بإنزال الاستبداد في قوم بهم ضعفاء وموحدين مؤمنين؟ الله تعالى يقول في كتابه الكريم "ولا تزر وازِرة وِزر أخرى".. فهو لا يُعاقب كافة الناس بذنب البعض منهم وهو القائل: "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

ثُم ما ذنب الفرد إن استبدّ به مُستبِد بقتل أهله وهتك عرضه؟ وما ذنب زوجة استبد بها زوج قاسٍ وانتهك كرامتها؟ وما ذنب فقير ضعيف لا سلاح يملكه إلا الدُعاء ولا ملجأ له سوى الله؟ وماذا عن الإبادات الجماعية والمجاعات المُتعمّدة والترويع بأفعال تقشعر لها الأبدان. عن أي مقاومة يتحدث!

 

المأخذ الثالث: يقول الكواكبي الاستبداد يكون مُركبًا على أساس الحديث الشريف: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته"، والكواكبي يعتقد أن الحاكم المُستبِد يُسلَط على القاضي المُستَبِد، فيُسلَط القاضي بدوره على صاحب العمل المُستبِد على العُمّال، ومن ثّمّ يتسلًّط العامل المُستبدّ على زوجته في المنزل. أي أن استحقاق الاستبداد يحدث بشكل هرمي، وهو عقاب لُكل مُستبد، لكن هذا الفكر خاطئ، لأن بافتراض هذا الشكل الهرمي نجد أنفسنا أمام بناء سلسلة بلا نقطة بداية. في المثال السابق أين تحدث لحظة الاستبداد الأولى؟ الزوج على زوجته؟ وماذا إن لم تكن الحلقة الأولى مُستبدة بالأساس (رجلًا كان أو امرأة)؟  

 

 

أتخيّل أن الكاتب رغب في بث روح الهِمة في نفوس الناس لإيقاظهم من غفلتهم، خاصة أنهم كانوا تحت نير الاستعمار الغربي، لكن تحميل مسؤولية الاستبداد الواقع على الناس على الضعفاء منهم، يفاقم الوضع ويزيد الطين بلّة، بل ذكّرني بحديث قاتل الـ99 نفس.

 

 

الاستبداد والدين

 

أتفق مع الكاتب في بعض مما جاء به في هذا الفصل، في أن الاستبداد السياسي متولّد من الاستبداد الديني، وذلك في جميع الديانات أو المذاهب فكثير من عُلماء الدين الذين يوالون الطبقة الحاكمة يخدعون الشعوب باستخدام الدين لتثبيط همّتهم وتقديس الحُكّام كي لا يُحاسَبوا. وللأسف الشديد عانت الإنسانية من هذا الاستبداد طويلًا بعد أن شوّش بعض عُلماء الدين الكثير من المفاهيم الدينية في عقول الناس من أجل إخضاعهم والتسلّط عليهم، واتخذوا الدين وسيلة لتفريق الكلمة وتقسيم الأمم، وجعلوه آلة لأهوائهم السياسية، وحيّروا الناس بالتشديد وإدخال ما ليس منه فيه.

 

لكن هناك عدة نقاط أختلف مع الكاتب فيها، مثل: أفضلية الحُكم بنظام الشورى بالشكل المُبسَّط الذي طالب به الكاتب، تفسير بعض آيات القرآن بشكل غير منطقي من أجل إثبات الإعجاز العلمي له.

 

 

النظرة الدونيّة للنساء


   


لا يأتي الكواكبي بجديد عن النساء، فقد جاء رأيه مُتأثرًا بنفس النظرة السلبية للنساء والتي كانت مُنتشرة في تلك الحقبة الزمنية. في رأيي أن نقد الكواكبي لنساء المُدن بشكل خاص نابع من أنهن كن قد بدأن في المُطالبة بحقوقهن المهدورة. صحيح أنه بالتأكيد هناك فئة من النساء سيئة، تمامًا مثلما الرجال مثلما بني البشر أجمع، وبالتالي فالتعميم هُنا لا يَصحّ. يتحدث عنهن قائلًا:

    

النساء هن النوع الذي عرف مقامه في الطبيعة بأنه الحافظ لبقاء الجنس، وأنه يكفي للألف منه مُلقِح واح، وأن باقي الذكور حظهم أن يُساقوا للمخاطر والمشاق أو هم يستحقون ما يستحقه ذكر النحل. وبهذا النظر اقتسمت النساء مع الذكور أعمال الحياة قسمة ضيزى، وتحكّمن بِسَن قانون عام جعل نصيبهن من الأشغال بدعوى الضِعف، وجعلن نوعهن عزيزًا بإيهام العفة، وجعلن الشجاعة والكرم سيئتين فيهن مُحمدتين في الرجال.
عبد الرحمن الكواكبي

     

ومن المشاهد أن ضرر النساء بالرجال يترقّى مع الحضارة والمدنية على نسبة الترقّي المضاعف. فالبدوية تشارك الرجل مناصفة في الأعمال والثمرات فتعيش كما يعيش، والحضرية تسلب الرجل لأجل معيشتها وزينتها اثنين من ثلاثة وتعينه في أعمال البيت. والمدنيّة تسلب ثلاثة من أربعة وتودّ ألا تخرج من الفراش، وهكذا تترقى بنات العواصم في أسر الرجال. وما أصدق بالمدنية الحاضرة في أوروبا أن تُسمى المدنية النسائية لأن الرجال فيها صاروا أنعامًا للنساء.
عبد الرحمن الكواكبي


     

   

الادخار والتكافل والوظائف القبيحة!

   



الكواكبي له رأي غريب في ادخار الأموال، يقول:
    

التموّل، أي ادخار المال، طبيعة في بعض أنواع الحيوانات الدنيئة كالنمل والنحل، ولا أثر له.
عبد الرحمن الكواكبي

   
كما يزعم بأن الإسلام وضع قاعدة مفادها التالي:
  

المال هو قيمة الأعمال، ولا يجتمع في يد الأغنياء إلا بأنواع من الغلبة والخداع.
عبد الرحمن الكواكبي

   
وفي رأيي هذا القول وإن كان يصلح لحياة البداوة أو الحياة الزراعية، إلا أنه لا يصلح إطلاقًا للحياة المدنية والصناعية، ومع التطوّر الهائل لشتّى مناحي الحياة، صار الادخار هو المأمن الذي يقي الانسان شرّ تقلّبات الزمن.

  

أما عن التكافل والتضامن يقول:

  

التكافل والتضامن غير ميسورين في الأمم الكبيرة، وخير حل مقدور للمسألة الاجتماعية هو ما يأتي: يكون الإنسان حُرًا مُستقلا في شئونه كأنه خُلق وحده – تكون العائلة كأنه أمة واحدة – تكون القرية أو المدينة مستقلة كأنها قارة واحدة لا علاقة لها بغيرها – تكون القبائل في الشعب أو الأقاليم في المملكة كأنها أفلاك كل منها مستقل في ذاته، لا يربطها بمركز نظامها الاجتماعي وهو الجنس أو الدين أو الملك غير محض التجاذب المانع من الوقوع في نظام آخر لا يلائم بائع حياتها.
عبد الرحمن الكواكبي


     
والغريب أن رأيه أدعى إلى يحرص المرء على الادخار في ظل عدم تيسّر التكافل والتضامن في المصائب التي قد تصيب الإنسان.

ويعقّب الكاتب بقوله إن أقبح الوظائف هي وظائف الحكومة، وهو يقصد أي وظيفة يكون فيها رؤساء ومرؤوسين أي ما يمثلها حاليًا الشركات(موظفين).

وهذه دعوة يطلقها البعض في عصرنا الحالي بِحَثّ الناس على العمل الحُر، وهذه الدعوة وإن كانت صائبة على وجه إلا أن فيها قصر نظر شديد في أوجه أخرى، ذلك لأن الناس ليسوا سواسية في مهاراتهم، فمنهم من يحترف الإدارة، ومنهم من يستطيع أن يدير أجزاء مُتخصصة في إدارة الشركات من خلال الوظائف المُختلفة مثل الحسابات أو عمليات التصنيع أو التسويق أو المشتريات وهكذا.

كما أن الحكومات أيضًا -حسب تخصصاتها المُتعددة- تُفيد المجتمع بأسره وتضمن حياة مُستقرة للشعوب باستقرار الخدمات المُختلفة في البلاد. أما النظرة المتعالية للعُمال أو الموظفين بإظهارهم أنهم مُستعبدين فهي نظرة دونية عنصرية لن تؤدي إلا إلى شعب عاطل لا يرغب سوى أن يعمل في مكان يكون فيه مديرًا أو رئيسًا.

 

   

حلول إنشائية غير عملية!

   





   
في الفصل الأخير يحاول أن يضع حلولًا للتخلص من الاستبداد، لكن أغلب هذه الحلول للأسف إنشائية غير عملية، غارقة في التعميم ومليئة بالتناقضات، فعلى سبيل المثال يقول:
   

الأُمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.
عبد الرحمن الكواكبي

  

حسنًا وماذا عمّن ثار وفشل فترسّخ الاستبداد في وطنه وزاد القمع؟ وماذا عمّن رأى بعينيه من يثور ويترقى للسلطة ثم يتحوّل إلى مُستبد جديد، ألا تستحق الطبقة المغلوبة على أمرها الحرية؟ ألا تستحق حتى الرأفة بها من كاتب؟

  

الاستبداد لا يُقاوم بالشدة إنما يُقاوَم باللين والتدرج.
عبد الرحمن الكواكبي

   
وهو رأي غريب لأنه يأتي متناقضًا لما جاء في كتابه من ضرورة القضاء على الاستبداد بتحريض الناس على دفع المُستبد. كما أنه لم يوضح كيف يُمكن للين أن يواجه قوة ساحقة تُدمّر أي رغبة في الإصلاح؟ ينتقد الكواكبي الشعوب المُستسلِمة لحُكامها، وفي نفس الوقت يطلب منهم ألا يثوروا وألا يقاموا بالقوة بل باللين والتدريج؟ فعن أي تدريج ولين يتحدث في عصر يُبطَش فيه بالشعوب لمجرد التعبير عن الآراء؟ وعن أي تدريج يقصد مع تنكيل وإبادة لكل من يجرؤ على الاختلاف؟

    

يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الاستبداد.
عبد الرحمن الكواكبي

   
رأي سديد، ولكن ماذا إن كان المُستبد حريصًا على وأد أي شخصية يُمكنها أن تحمل أمل الإصلاح؟
  
هناك معضلة حقيقية لتنفيذ مقترحات الكواكبي، والذي يسعى إلى تصغير دوائر الحُكم لتصير كل دائرة تُحكَم بطريقة شبه ذاتية (بلدة/قرية/مركز/عائلة/أسرة) ومع التوسع الهائل في الخدمات والتخصص الحتمي في العلوم، لم يعد النظام الفيدرالي يملك ترف الانفصال عن الوحدة المركزية بطبيعة الحال. هذا بالإضافة إلى أنه ومع تطوّر النظام الاستخباراتي رأينا كيف يتم زرع الجواسيس في مفاصل الدول، وكيف تؤجج وتدعم الدول الخارجية الثورات المُختلفة ومحاولاتها في إسقاط الأنظمة، وهي المحاولات التي أغلبها تنتهي إما بالفشل وإما بمزيد من الاستبداد!

    

الحرية التي تنفع الأمة هي التي تحصل عليها بعد الاستعداد لقبولها، وأما التي تحصل على أِثر ثورة حمقاء فقلما تفيد شيئًا، لأن الثورة غالبًا تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى مما كانت أولا.
عبد الرحمن الكواكبي

    
رأي صائب بكل تأكيد، لكن في عاصرنا الحالي عرفنا أن الاستعداد لقبول الحرية لا يكفي، لأن فيروسًا اسمه "الدولة العميقة" يصيب الدول بعد أي تغيير لنظام الحكم أو حتى لرأسه، وللأسف فهو مدعوم من الخارج في أغلب الأحيان.

   
الاستبداد لا ينبغي أن يقاوم بالعنف: كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصدًا، نعم، الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجارًا طبيعيًّا، حتى إذا سكنت ثورتها نوعًا، وقضت وظيفتها في حد المنافقين، حينئذ يستعمل عقلاء الأُمة الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، وخير ما تؤسس يكون بإقامة حكومة لا عهد لرجالها بالاستبداد ولا علاقة لهم بالفتنة.
عبد الرحمن الكواكبي

    
عندما نتمعّن في المكتوب تتقافز في أذهاننا تساؤلات على شاكلة: من أين يأتي عُقلاء الأمة إن كان الاستبداد قد خلق أمة خانعة ضعيفة -على حد قول الكاتب، أيضًا كيف تتحاشى الدولة تدخل مُتسلقي السُلطة، والتدخلات الخارجية، خاصة أنهم أصحاب باع طويل في إدارة الدولة بخلاف العامة؟!
    

وهكذا لا يظلم ربك أحدًا، إنما هو الإنسان يظلم نفسه، كما لا يذل الله قط أمة عن قلة، إنما هو الجهل يسبب كل عِلّة.
عبد الرحمن الكواكبي

    
يقع الكاتب في مُغالطة التعميم... كيف يظلم الإنسان نفسه إن نادى بحقه فقُتِل مثلًا؟ إن كان هناك يقينًا بأن المُستبد سيبطش بكل من يقف أمامه، فهل ستُعدّ مواجهة المُستبد انتحارًا؟

     

  

 

نصائح ميكافيلية!


         


  
ينصح الكاتب الشباب المقاومين الطامحين للحرية باتباع بعض الوصايا لاستعادة مجد الوطن وتخليصه من الاستبداد، والحقيقة أنها وصايا ميكافيلية عجيبة (مبدأ الغاية يُبرر الوسيلة)، منها:

   

أن يُحافظ على آداب وعادات قومه غاية المُحافظة، ولو أن فيها بعض أشياء سخيفة.
عبد الرحمن الكواكبي

   
أليس هذا نفاقًا ورياء!

  
  
أن يُقلّل اختلاطه مع الناس حتى مع رفقائه في المدرسة وذلك حفظًا للوقار وتحفظًا من الارتباط القوي مع أحد كيلا يسقط تبعًا لسقوط صاحب له.
عبد الرحمن الكواكبي


  
أليس من شأن ذلك أن يخلق رجلًا مُنعزلًا، ليس له جماعة أو أصدقاء يدافع عنهم أو يدافعون عنه؟ أليس من شأن ذلك أن تخلق رجلًا قاصر النظر؟


    
أن يتجنّب كُليّاً مُصاحبة الممقوت عند الناس لاسيما الحكام ولو كان ذلك المقت بغير حق.
عبد الرحمن الكواكبي

    

بِئس النصيحة! أيتنكّر لممقوت بغير وجه حق، ويزيد من معاناته بدلًا من أن يسانده في ظُلم الناس له؟!


   
أن يتخيّر له بعض من ينتمي إليه من الطبقة العُليا بشرط: ألا يكثر التردد عليه، ولا يُشاركه في شئونه، ولا يظهر له الحاجة، ويتكتّم في نسبته إليه.
عبد الرحمن الكواكبي

  

أليس هذا مُداهنة ونفعية مادية وصولية؟

    

أن يحرص على أن يُعرَف بحُسن الأخلاق لاسيما الصدق والأمانة والثبات على المبادئ.
عبد الرحمن الكواكبي

    
لم أفهم كيف يُمكن للمرء أن يُسوّق لأخلاقه؟ ما أفهمه أن من يحتاج لذلك هو من ليس لديه خُلق. فالأخلاق تظهر من التعامل وليس من مدح المرء لنفسه.


   
أن يُظهر الشفقة على الضعفاء، والغيرة على الدين، والعلاقة بالوطن.
عبد الرحمن الكواكبي

   

حِرص الكاتب المُبالَغ على النصيحة بإظهار هذه المشاعر يدفعني للشك في أنه ينصح بالتظاهر بها!

  

     




اقتباسات

     


ترتعد فرائص المُستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم، وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تُكبّر النفوس وتوسّع العقول وتُعرّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها.
عبد الرحمن الكواكبي

    

لا يحب المُستبد أن يستحقر نفسه كلما وقعت عينيه على من هو أرقى منه علمًا، ولذلك لا يحب المُستبد أن يرى وجه عالم عاقل يفوق عليه فكرًا، فإذا اضطر لمثل الطبيب والمهندس يختار الغبي المُتصاغر المُتملق.
عبد الرحمن الكواكبي

    


وضع الناس الحكومات لأجل خدمتهم، والاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة للرعاة فقبلوا وقنعوا.
عبد الرحمن الكواكبي

    


أقل ما يؤثره الاستبداد في أخلاق الناس، أنه يرغم حتى الأخيار منهم على ألفة الرياء والنفاق، وأنه يعين الأشرار على إجراء غيّ نفوسهم آمنين من كل تبعة ولو أدبية.
عبد الرحمن الكواكبي

    


أرض الدين هي تلك الأمة التي أعمى الاستبداد بصرها وبصيرتها وأفسد أخلاقها ودينها، حتى صارت لا تعرف للدين معنى غير العبادة والنٌسك اللذين زيادتهما عن حدهما المشروع أضر على الأُمّة من نقصها.
عبد الرحمن الكواكبي

    


الإنسان لا حدّ لغايتيه رُقيًا وانحطاطاً، وهذا الإنسان الذي حارت العقول فيه، الذي تحمّل أمانة تربية النفس، وقد أبتها العوالم، فأتم خالقه استعداده قم أوكله لخيرته. فهو إن يشأ الكمال يبلغ فيه إلى ما فوق مرتبة الملائكة، وإن شاء تلبّس بالرذائل حتى يكون أحطّ من الشياطين.
عبد الرحمن الكواكبي


   

نحن ألِفنا الأدب مع الكبير ولو داس رقابنا. ألِفنا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق، ألِفنا الانقياد ولو إلى المهالك. ألِفنا أن نعتبر التصاغر أدبًا، والتذلّل لطفًا، والتملّق فصاحةً، واللكنة رزانة، وترك الحقوق سماحة، وقبول الإهانة تواضعًا، والرضا بالظلم طاعة، ودعوى الاستحقاق غرورًا، والبحث عن العموميات فضولا، ومد النظر إلى الغد أملا طويلا، والإقدام تهورًا، والحمية حماقة، والشهامة شراسة، وحرية القول وقاحة، وحرية الفكر كفرًا، وحب الوطن جنونًا.
عبد الرحمن الكواكبي

    


ليس عند الشرق ما يتباهى به أمام الغرب سوى الافتخار بالأسلاف وذلك حُجّة عليه، والغرور بالدين خلافًا للدين، فالمسلمون يقابلون قوات الغرب (بقوة بارودهم المُبطلة للشجاعة، وقوة علمهم بالكيمياء والميكانيك، وقوة الفحم) - يقابلونهم بما يقال عند اليأس وهو: (حسبنا الله ونعم الوكيل). ويخالفون أمر القرآن لهم بأن يعدوا ما استطاعوا من قوة، لا ما استطاعوا من صلاة وصوم.
عبد الرحمن الكواكبي

 

    

 

 



التقييم النهائي


   

كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي، كتاب مقبول في عرض مباحثه المُختلفة لتشريح الاستبداد من خلال وصفه وتوضيح أثره في التعليم والأخلاق والتعليم والأخلاق والتربية والترقي. والكاتب أفلح في تحديد أصل علّة تدهور حال الشعوب والتنبيه بخطورة أثر استمرار الاستبداد على تثبيط همة الشعوب مما يُرسّخ الاستبداد في القوم، ويخلق قبولًا من الشعوب لهذا الاستبداد. وعلى الرغم من أنه أشار إلى حتمية شعور الحاكم أو الحكومة (وأي رئيس لأي عمل كان) بوجود مراقبة شديدة وحساب مُتوقَع من قِبَل نوابًا ما، إلا أنه لم يوضح الآليات المُقترحة لمثل هذه الرقابة الضرورية.


   

لكن هناك نقاطًا كثيرة غائبة في البحث تمنّيت أن تكون موجودة وهي على سبيل المثال لا الحصر:

    

  1. الأجهزة الرقابية وكيفية عملها وتصنيف مراتبها، وتوضيح تراتُبها الهرمي للوقوف على وسيلة التواصل مع الشعب.
  2. كيفية مناقشة البنود السرية؟ مثل الأمور السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الضرورية لأهداف عسكرية أو سياسية لازمة للبلاد. وهل يلزم عرضها أصلًا خوفًا من نشر تفاصيل يستغلها العدو؟ وما هو منهج عرضها على الشعب؟ وكيف يُمكن الجمع بين السريّة وبين الرقابة؟
  3. كيف يُمكن الموازنة بين الرقابة وبين إيعاز المُفسدين (محليين أو أجانب) للشعوب لشيطنة الحاكم أو نظام الحُكم في محاولة لإسقاطه (باستغلالهم عدم اطلاع الشعوب على أمور سريّة على سبيل المثال)
  4. كيف يمكن تربية النشء في ظل ما يُحيط به من فساد ناتج عن حالة الاستبداد؟


       


أيضًا وقع الكاتب في فخ التعميم في كثير من الأمور، كما غلب على أسلوبه الجانب الإنشائي والخطابي العاطفي، بعيدً عن النقد التحليلي المُحايد. وقد يكون ذلك تحديدًا هو السبب في الاحتفاء المُبالَغ فيه بالكتاب، ذلك لأن هناك من يستخدمه من أجل تمرير أفكارًا بعينها من خلال اقتطاع بعض الجُمل والاقتباسات دون وضعها في سياقها الزمني الصحيح، ودون ربطها مع بقية الأفكار التي ذُكِرت في الكتاب، أو دون تفنيد تلك الأفكار بعد التطور الكبير الذي طرأ عليها خلال قرن من الزمان، مُستغلين جهل أكثر الناس بالكثير من الحقائق وعدم اطلاعهم عليها، فيخلطوا الأمور في أذهانهم بالإيحاء لهم برفض أو دعم قضايا مُعيّنة تخدم مصالحهم.

    

كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" كتاب قد يُناسب عصره الذي كُتِب فيه، لهذا فمن الضروري ألا يُنظَر إليه كمرجع لتأسيس منهج أو لتكوين فِكر نهائي، لأن -في رأيي- ما فيه من ضرر أكثر بكثير مما به من نفع!

   

تقييمي للكتاب 2 من 5

     
   

رابط الكتاب - مجاني

     

  1. الكتاب مُتوفّر مجانًا على موقع هنداوي على الرابط التالي: رابط تحميل الكتاب
  2. الكتاب مُتـوفّر مجانًا على مكتبة أمازون بصيغة كندل على الرابط التالي: - رابط الكتاب

    
   



أحمد فؤاد
14 تموز يوليو 2021
google-playkhamsatmostaqltradent