إلى أمي التي تشرق سعادتي من بين عينيها.
تمر الدقائق وأنا أمام الصفحة البيضاء ساكنٌ، تتوه الكلمات مني رغم أن في
جعبتي كل الحروف. نعم يمكنني الكتابة، لكنني أشعر بالشك تجاه حروفي! فمهما كتبت
ستخونني الكلمات التي أجدها دومًا عاجزةً كلما حاولت الكتابة عنكِ، فأنا لا أجد من
الكلمات ما يوفيكِ حقكِ، ولا أجد تعبيرًا يُمكنه وصف حبي لكِ. ولا حقيقة ثابتة في
حياتي إلاكِ، حقيقة أن سعادتي وتسهيلات القدر ورضا الله كلها نابعة من دعائكِ، وكيف
لي أن أكتب عنكِ وشهادتي فيكِ مجروحة؟
إنني ممُتنٌ لكل ما وهبتينني إياه عن طيب خاطر. وإن كان حُبي لكِ بديهيًا
لأنني جُزءٌ منكِ، فإنني لا أنسى أن حُبكِ لي كان اختيارًا خالصًا منكِ.
أُمي...
خرجت إلى الدنيا فكُنتِ أول من عَرفتُ من البشر
ورأيتُ العالم بعينيكِ
ووعيتُ ما حولي بإرشادكِ
وتكوّنت أحاسيسي برقّتكِ
واستلهمتُ الطيبة من نقاء قلبكِ
وأصبحتُ رجلًا بفضلكِ ومن أجلكِ.
أمي...
مهما عرفتُ فسأظل جاهلًا في حضرتكِ
ومهما كبرتُ فسأظل طفلًا في قلبكِ
ومهما قويتُ فسأظل ضعيفًا على حدودكِ
ومهما ضعفتُ سأظل قويًا للدفاع عنكِ
ومهما ضَعفتِ فسأكون أبدًا -بإذن الله- ملاككِ الحارس.
ولا جد في النهاية سوى أن أقول "أُحبّكِ" رغم أنني
أعرف أنها لا تكفي.! لأنني مهما أحببتُكِ فسيظل حُبّي لكِ لا يُقارن بكل الحُب
الذي منحتينني إياه في كل يوم من أيام عمري.
أحمد
العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 2020